”ميسون زايد”...الأحلام لا تعرف المستحيل        

استخدمت سلاح الإرادة لكى تنتصر على القدر، غلطة طبية أصابتها بشلل في الدماغ، منعتها من المشي وأصابتها بالارتعاش، ولكن جعلتها تجري نحو حلمها، ومنحتها التحدي، استمدت قوتها من مرضها، وجهت رسالة إلى الجميع أن العاجز ليس المريض ولكن العاجز هو من لم يستطيع تحقيق حلمه، نحت الشلل الدماغي خلف أبواب حلمها، واصبحت (ميسون زايد) الممثلة والناشطة الفلسطينية.

" لست ثملة، لكن الطبيب الذي ساعد على ولادتي كان ثملا، فقد قام بشقّ أمي 6 مرات مختلفة في 6 اتجاهات مختلفة، ما نسبب في خنقي أنا المسكينة حين القيام بذلك، ونتيجة لذلك، أصبت بشلل دماغي، مما يعني أنني أرتعش طوال الوقت. انظروا. إنه أمر متعب، فأنا أشبه شاكيرا" بهذه الكلمات بدأت "ميسون" حديثها الذى استمر لمدة 14 دقيقة على منصة (تيد).

فلسطينية الهوي والأصل وأمريكية النشأة، ولدت بولاية "نيو جيرسي" عام 1974 لأبوين أمريكيين من أصول فلسطينية ، أصيبت منذ ولادتها بشلل في الدماغ ناتج عن خطأ طبي أثناء ولادتها، مما جعلها مصابة بالأرتعاش وعدم القدرة علي المشي، كان والديها بمثابة عكاز لها، ساندها لم يستسلما لإعاقتها، بل اشركوها في الأمور المنزلية مثل بقية أشقاؤها، حتى لا تشعر بأنها مختلفة بمرضها.

وببساطة شديدة تتعامل "ميسون" مع مشكلة "الشلل الدماغى" وتعتبره مشكلة من بين 100 مشكلة أخرى تعانى منها، بل وأحيانًا تراه ميزة، وتتعامل مع الأمر بخفة ظلها.

فحصلت ميسون علي درجة بكالريوس في الفنون التمثيلية من جامعة "أريزونا" ، بدأت حياتها التمثيلية في أحد دور الأوبرا تسمى (إذ ذا ورلد ترنس) لمدة عامين ، أول ممثلة ستاند آب كوميدى عربية ومسلمة فى أمريكا، وفي خريف 2006، ظهرت ميسون لأول مرة في برنامجها الخاص Little American Whore (LAW في مسرح لوس أنجلوس الكوميدي المركزي.

 

شاركت ميسون في تأسيس " مهرجان العرب الأمريكان - نيويورك " في 2004 ، كما تساهم فى العديد من النشاطات السياسية لدعم القضية الفلسطينية، فتقضي ثلاثة أشهر من السنة في المناطق الفلسطينية، حيث تدير برنامج فنون للأشخاص ذوي الإعاقات و اليتامى في المخيمات الفلسطينية، وتساعد الأطفال في استخدام الفن بطريقة لبناء جسر و سد الفجوة بين ذوي الإعاقة و من هم غير ذوي الإعاقة .

"جميع صديقاتي يذهبن للشواطئ في عطلة الصيف، كنت أقضي عطلتي في منطقة حرب، حيث كان أبي يصر على قضاء كل عطلة صيفية في فلسطين"، عبرت بهذه الكلمات ميسون على هويتها ووطنها الفلسطيني.